أشجار النبق قال الله تعالى في كتابة العزيز: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود" {الواقعة: 28}، وعن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رأى سدرة المنتهى في ليلة ما أسري به، وإذا نبقها مثل قلال هجر)، أشجار النبق (السدر) تنتمي إلى العائلة النبقية، وهذه العائلة العريقة تضم حوالي ما يقارب 58 جنساً، منهم ثلاثة من الأجناس الهامة، وأكثرها أهمية جنس النبق. هذه العائلة النبقية تضم حوالي 600 نوع من النباتات والأشجار والمتسلقات والشجيرات، ونادراً ما تنبت فيها أنواع من الأعشاب في مختلف مناطق العالم. تزرع أشجار النبق في مصر منذ العصور القديمة، وهي تنمو بشكلٍ طبيعي في بعض أنحاء الصحراء الشرقية، خاصة في جبل علبة، وتنمو أيضاً في شبه جزيرة سيناء حيث توجد نماذج وأشكال كبيرة من أشجاره، كما يُلاحظ أنها كثير ما تنتشر في محافظتي أسيوط حول الاسكندرية، وسوهاج في الساحل الغربي والشمالي، كما تنمو أشجار السدر في كل من: بلاد الحبشة، الجزيرة العربية، والنوبة، وبشكلٍ عام، فإن أشجار النبقة تتواجد بكثرة في بيئات المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، يعتقد البعض أن موطن النبق الأصلي هو في مناطق جنوب أوروبا وشمال الصين وجبال الهيمالايا، ويعتقد آخرون بأنه قد يكون في السودان، وشمال أفريقيا، والعراق، والإمارات، وأمريكا الجنوبية، وشبه جزيرة العرب. يتنوع شكل ثمار شجرة النبق، من كبيرة الحجم إلى صغيرة، ولها أشكال متعددة وكثيرة، فمنها ما هو كروي، ويسمى بالشكل التفاحي، ومنها الشكل البيضاوي، كما وتختلف أقطار ثمرة النبق (السدر) حسب لون الثمار وصنفها، فتكون في مراحل نموها وتكوينها الأولى بلون أصفر، ثم بعد أن يكتمل نموها تتحول إلى اللون الأصفر، أما عندما تنضج ثمارها، فإن لونها يكون بنياً محمراً، ويُذكر أن طعم ثمار النبق قبل نضوجها يكون غضاً؛ وسبب ذلك هو احتواء الثمار على مواد قابضة، وهي تزول عند النضج، ويصبح طعمها لذيذاً جداً، وثمرة النبق لبية، كما أن لها غلاف لحمي، وهو يوجد عليها من الخارج، ويوجد في داخل كل ثمرة من ثمراتها بذرة حجرية واحدة، وشجرة النبق هي شجرة متباينة في طولها، فيمكن أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من خمسة أمتار، عروقها واضحة جداً وبارزة، لها أوراق بسيطة ورقيقة، في القدم وحتى وقتنا الحاضر أُطلق على نبات النبق عدة أسماء، منها: زفزوف، سدر، أدرج، زجزاج، عرج، ونبق. مكونات ثمار النبق ثمار النبق الشهيرة تحتوي على غليكوزيدات انتراكينونية، ومن أهم أنواعها: الرامنوكاثرين، وهي أيضاً تحتوي على الفران غولا ايمودين، كما أن قشرة ثمرة النبق تحتوي على فيتامينات، منها: فيتامين (سي)، والرامنوكسانتين، وأيضاً غليكوزيدات فلافونوئيدية، وأهمها: حمض الكريز وفاني. النمو النبق (السدرة)، تصنف من الشجر سريع النمو، فحجمها متوسط إلى كبير، وهي دائمة الخضرة، لديها ساق في الغالب غير معتدل، شكلها أسطواني وأغصانها متدلية، شكلها جمالي، إذا بحثنا عن مجموعها الجذري فإنه عميق جداً، تعد من الشجر كثير الظل والمنتشر، لون لحائها بني غامق أو أسمر مائل للاحمرار، يوجد به أخاديد غائرة ومائلة نوعاً ما، لكن أغصانها ناعمة الملمس، ويظهر عليها اللون الأبيض، كما أن فروعها تنتشر وتتدلى، وهي تحتوي على أشواك حادة وصغيرة الحجم، يكون شكلها في أزواج متتالية، ذكرت شجرة النبق في القرآن في 4 مواضع، وهي شجرة مقدسة ومباركة كما يقال عنها. الاستعمال الطبي لشجرة النبق تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، ويعتبر السكر السائد فيها هو الغلوكوز والسكروز، كما أنها تحتوي على كميات قليلة من الفركتوز، والزايلوز، مع محتواها العالي جداً من فيتامينات (أ، ج، ب)، إضافة إلى بعض العناصر المعدنية، مثل: البوتاسيوم، الحديد، الفسفور، والكالسيوم. ثمار شجرة النبق (السدرة) حلوة المذاق، وهذا ما يجعلها طعاماً لذيذاً، كما أن قيمتها الغذائية مرتفعة جداً، وتعتبر من أهم أنواع الفاكهة وأكثرها تميزاً، ويكثر استخدامها في الطب الشعبي. يدخل النبق في كثير من الاستخدامات الطبية، فمثلاً تستخدم أوراقه لعمل بخات للأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان، عند نقع النبق فهو يفيد بشكل كبير في علاج الأمراض الصدرية، وأما إذا تناوله الإنسان مغلياً فإن أوراقه مضادة للإسهال وطاردة للديدان وقابضة، وتستخدم أيضاً الثمار ضد الحمى، ويصفها الأطباء لعلاج مرض الحصبة، وفي الفترات الأخيرة تم اكتشاف أن ثمار النبق مفيدة في علاج تورم الثدي، والتهابات الكيد، وتعالج أيضاً مرض الصرع. وفي الطب الشعبي كانوا يستخدموا الفحم الناتج من خشب النبق، ويخلطوه مع الخل لعلاج لدغة الثعبان. ويذكر أن خشب شجرة النبق ثقيل جداً وكثير المتانة، وبالتالي، فإنه يعمل في كثير من أغراض الصناعة، مثل: صناعة الأدوات الخشبية، المباني، والأثاث المنزلي. إحدى نتائج الدراسات التي أجريت على شجرة النبق قالت بأنها تحتوي على عناصر غذائية هامة وضرورية للمرأة الحامل، خاصة عناصر السكريات، وغيرها. فوائد شجرة النبق يُستفاد من صمر النبق في قتل الديدان الحلقية، كما أنه يعمل كطارد ومزيل لغازات المعدة، أو ما يسمى بالرياح الغليظة، وهذا بعد أن يتم غليه وشربه، فيقوم بتنقية الدم وتنظيف المعدة جيداً. يعتبر فاتح للشهية، ولذلك، يُنصح بتناوله قبل وجبة الطعام. يعتبر منشط لجسم الإنسان، ويعيد حيويته. عند استخدام النبق كعصير مع إضافة السكر فإنه يزيل الحرقة. ولا بد أن يتناول الإنسان كميات معتدلة من النبق؛ لأن تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي للإجهاض عند النساء؛ لأنه يدر الطمث لديهم. يتم استعمال الأوراق من أجل علاج اضطرابات الجلد والجروح. يعمل نبات السدر كأحد العناصر الفعالية لتنقية البشرة وتنعيمها. يستخدم كمسحوق ويعمل على لحم ومداواة الجروح. عندما تُهرس أوراقه، فإنها تستخدم لعمل بخات، وهذه البخات يستفاد منها لعلاج آلام المفاصل. يؤكد الكثير من علماء التغذية والمتخصصون بها، أن المسحوق الذي ينتج من ثمار النبق هو يشابه في القيمة الغذائية الحبوب، ولذلك، أطلقوا عليه اسم (الحبوب غير الحقيقية). منذ القدم كان الناس يأخذون ثمار النبق، ويقومون بطحنها في مطاحن خاصة بهم، وذلك بعد تجفيفها، والهدف من ذلك هو فصل الطبقة الخارجية حلوة المذاق، وبعد ذلك يستخدمونها لصنع الحلوى، و ويستخدمونها في الدقيق لصنع الخبز. يتم صناعة العسل من ثمارها، وهذا العسل يتم تسميته بعسل السدر، وهو واحداً من أشهر أنواع العسل، كما أنه ذو جودة عالية جداً، ويحتوي على الكثير من القيم والفوائد للجسم، حيث إنّه يعمل على وقاية الجسم من الميكروبات التي قد تصيبه معلنةً حدوث المرض في الجسم. من فوائد شجرة النبق أيضاً أنها تستخدم للزينة، ويستفاد منها في الظل، وتعمل كمصدات للرياح، وأوراق النبق تعالج التهاب اللثة والفم والاسنان، وتعالج أيضاً الجرب والبثور الناتجة عنه. يعتبر التداوي بالأعشاب واستخدام الأعشاب الطبية والشعبية، التي كانت تستخدم منذ قديم الزمان، واحداً من أهم طرق التداوي التي لم يتخلى عنها الناس أبداً، حيث إنّ الناس في اعتقادهم أن أفضل الطرق من أجل العلاج هي التداوي بالأعشاب، فضلاً عن استخدام الكيماويات التي قد تلحق بعض الضرر في الأجسام
اترك تعليقك